الربط ... ثقة وأمانة

الربط ... ثقة وأمانة
مضى عام .. وأطل عام جديد ، ولا يزال العمل المنهجي المتواصل لتطوير وتحديث الإدارة الضريبية يستأثر بالنصيب الأكبر من الجهود المثمرة التي بذلتها (ولا زالت) الحكومة في بلادنا ممثلة بوزارة المالية ومصلحة الضرائب ..
لماذا ؟ لأن القائمين على إدارة المالية العامة يدركون باهتمام ووعي ضرورة بناء إدارة ضريبية حديثة ومتقدمة قادرة على مواكبة متطلبات النهوض التنموي الشامل وتلبية احتياجات جمهور المكلفين ومؤهلة لاستيعاب معطيات العصر الراهن المتمثلة في الثورة المعلوماتية وتوظيفها من أجل رفع مستوى الأداء وتوسيع قاعدة المكلفين وتنمية الموارد المالية العامة للدولة .
ومن الطبيعي أن تثمر هذه الجهود القائمة على التخطيط العلمي والمدفوعة بروح المسئولية وأن تأتي أكلها في الواقع العملي للإدارة الضريبية سواء على مستوى النمو الكبير في حجم الإيرادات الضريبية أو في طبيعة العلاقات ما بين الإدارة الضريبية والمكلفين فمن تجليات هذه التوجهات التحديثية مفهوم الربط الذاتي حيث تبنت المصلحة مفهوماً جديداً يعتمد إقرار الربط الذاتي من قبل المكلف ما يعني منحة مساحة واسعة من الثقة به وهي فرصة كبيرة للمكلفين بحيث يقدمون إقراراتهم صحيحة مكتملة وبشكل يعكس ويكون بذلك عند مستوى المسئولية .
ومن جانبهم ما على موظفي الإدارة الضريبية سوى التعاطي الإيجابي والالتزام بما ورد في تلك الإقرارات التي أعدها المكلف بحيث تتضمن معلومات وبيانات صحيحة .
إن هذه الخطوة من شأنها إذا ما تمت بشكل صحيح وسليم اختصار أكثر من (50%) من الخطوات والإجراءات المتبعة في الفترات الماضية فضلاً عن كونها تحد من المشكلات التي كانت تواجه المكلفين لا سيما وأن المفهوم الجديد لإقرار الربط الذاتي يشمل كافة أنواع الضرائب ومع على المكلف إلا أن يرتقي إلى مستوى المسئولية الوطنية ويباشر بنفسه هذه الخطوة بحسب ما ورد في القانون وهي حقاً خطوة تستدعي من الجميع الشعور بالفخار والاعتزاز بأن بلدنا وصل إلى هذه المرحلة التي أصبح فيها المكلف هو العنصر الأول والأساس في العملية الضريبية كونه محل ثقة الإدارة واحترامها وتقديرها .
ولا شك أن للمكلفين دور كبير في إعادة الثقة لدى الإدارة الضريبية بهم وذلك من خلال وعيهم الضريبي الذي يترجمه سلوكهم المتمثل في هذه المشاهد الرائعة التي نشاهدها يومياً في مكاتب الإدارة الضريبية من خلال هذا الإقبال الكبير لمكلفين منذ الأيام الأولى من العام الجديد .
لذى لقد كرست الصحيفة هذا العدد لتناول مفهوم الربط الذاتي وما يتصل به من معلومات وبيانات حتى يكون المكلف على بينة من الأمر وبشكل يسهم في رفع مستوى الوعي الضريبي لديه .
والله من وراء القصد ؛؛؛