الإصلاحات وسؤال الوعي
الإصلاحات الضريبية :
من أين تبدأ ؟
من القوانين .. أم من الإدارة الضريبية.. أم من المكلفين ؟
هل يمكن للإصلاحات الضريبية أن تؤتي أكلها وتحقق أهدافها في ظل تدني مستوى الوعي الضريبي عند قطاع كبير من المكلفين وغياب الثقافة الضريبية في أوساط المجتمع الضريبي ؟
إن الإجابة الصحيحة والمنهجية على هذه التساؤلات التي ظلت لسنوات تتردد على لسان المعنيين والمهتمين وموضوعاً لنقاشات مطولة ودراسات معمقة قد أصبحت الأن برامج عمل وأداء وخطط تنفيذية تشكل في مجملها عنوان التوجه الأساس التي أقرته رئاسة المصلحة ممثلة بالأستاذ / احمد احمد غالب .
ولا أغالي في القول أن هنالك إجماع لدى كل المتخصصين بهذا الشأن أن هذه الإصلاحات الضريبية التي أخذت طريقها إلى الواقع الراهن وبدأ الجميع يلمس ثمارها على صعيد التشريعات والتسهيلات والقرارات تمثل خطوة إيجابية هادفة من شأنها المساهمة إلى حد كبير في إنجاح الإصلاح الاقتصادي الشامل .
بيد أن السؤال الهاجس هو ذلك المتعلق بمستوى الوعي الضريبي وما الذي ينبغي القيام به بهذا الصدد حتى تسود الثقافة الضريبية في أوساط المجتمع وتغدو قيمها سلوكاً وممارسة ملموسة في أرض الواقع لأن الوعي الضريبي هو الشرط اللازم والجازم لنجاح تلك الإصلاحات الضريبية .
صحيح القول أن رئاسة المصلحة كانت ولا زالت تولي اهتمام كبير لهذه المسألة غير أن ما هو متوفر الأن من دعم وتشجيع للعمل الإعلامي التوعوعي أقل بكثير مما ينبغي أن يكون ولا ريب أن هذه المسألة ملحة وضرورية وتحتاج إلى وضع إستراتيجية إعلامية متكاملة مصاحبة للإصلاحات الضريبية وبما يضمن نشر الوعي الضريبي لدى جمهور المكلفين وكلنا يعرف ما هي الثمار اليانعة التي ستجنيها المصلحة من مثل هذا العمل الخلاق . .
والله الموفق ؛؛؛