العقل .. العقل !!
جاء في قاموس ((المنجد)) أن العقل ((نور روحاني به تدرك النفس ما لا تدركه بالحواس وقد سمي العقل عقلاً لأنه يعقل (يمنع) صاحبة عن التورط في المهالك )) .
وقد احتوى القرآن الكريم سيلاً متدفقاً من الآيات التي تدعوا وتحث على إعمال العقل وممارسة التفكير العلمي وهو الأمر الذي جعل علماء الإسلام يجمعون على حقيقة مفادها أن أهم ما قام به الدين الإسلامي هو أنه أشعل فتيل العقل وجعل الإنسان الذي كان يعبد الحجارة يصنع حضارة من مشارق الأرض إلى مغاربها .
لذا اعتقد وأجزم أن اعتماد العقل المستنير بنور العلم والمعرفة والخبرة كان وسيضل هو السبيل الأمثل لاتخاذ القرارات الصائبة وإعداد الخطط والبرامج الواقعية وإنجاز الأعمال والمهام الفعالة والناجحة وليس أدل على هذه الحقيقة مما تقوله الأرقام التي تتميز بقوتها الإيحائية وأعني هنا الأرقام التي تشير بوضوح إلى ارتفاع مستوى الكفاءة الإنتاجية في أداء الإدارة الضريبية وتنامي معدلات الإيرادات الضريبية واتساع قاعدة المكلفين ...
إلى غير ذلك من ثمار العمل الفعال القائم على التخطيط والتفكير المجرد عن الهوى والعواطف والأمزجة والمصالح الضيقة التي كثيراً ما أودت بمشاريع وأفضت إلى خسائر فادحة .
نعم وأقولها بلغة جازمة خالية من المديح والتمدح إن التطور الحاصل في آليات الإدارة الضريبية وانتهاج قيادتها الشابة برامج وأنظمة عقلانية تستوعب المعطيات العلمية والتقنية وتستجيب للمتطلبات والاحتياجات الراهنة وتنهض على قاعدة متينة من البيانات والمعلومات الصحيحة وتسعى لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وصولاً إلى تبسيط الإجراءات وخدمة المكلفين وتنمية ثقتهم وتوسيع قاعدتهم كل ذلك من تجليات العمل بمناخ يسوده العقل المشرق بنور التفكير العلمي والمسكون بروح المسؤولية الوطنية .
والله من وراء القصد ؛؛؛
بقلم/ عبده الراعي