الإنسان ليس فيلاً
كنت أتنزه في حديقة الحيوان عندما استوقفني مشهد محير ،فقد رأيت الأفيال وقد ربطت أرجلها الأمامية بحبل ضعيف يسهل أن تتحرر منه . كما أنها قد تركت حرة بلا أغلال أو أقفاص تحبس فيها خشية هربها . وضاعف من حيرتي كيف أن هذه المخلوقات الضخمة لم تحاول أن تقطع هذا الحبل وتلوذ بالفرار . فسألت حارسها عن الأمر ، وجاءت إجابته مذهلة : نحن نربط الأفيال وهي صغيرة بهذه الحبال الضعيفة التي يستحيل عليها في هذا السن أن تتحرر منها . وعندما تكبر الأفيال يكون قد رسخ في ذهنها استحالة كسر قيودها بعد أن فشلت مراراً في التحرر منها وهي صغيرة فيه تعتقد أن الحبل ما زال قوياً بما يكفي لأن يقيد حركتها على الرغم من أنها أصبحت أقوى ،فتيأس وتتوقف عن المحاولة وتقبع في مكانها بهدوء .
كم منا – نحن البشر – يفعل مثل هذه الأفيال عندما يفشل في شيء ما فيحجم عن إعادة المحاولة ،ويوطن نفسه على الفشل بل ويستمر إحساسه بالهزيمة أحياناً لماذا لا تنفض عن نفسك هذا الإحساس وتصر على المحاولة على الأقل ؟ أم ما زلت مصراً على البقاء ضمن قطيع الأفيال ؟!