الوحدة .. التحدي والاستجابة
ليس سهلاً ولا هيناً النجاح في مواجهة التحديات المختلفة وتحقيق الاستجابة الفعلية والفعالة لها ..
أنها معركة طويلة قاسية تتطلب إرادات صلبة وعزائم قوية وقدرات عالية وطاقات خلاقة وتحتاج قبل ذلك وبعده أرواحاً مؤمنة وصابرة وصبورة ومرابطة .. أرواحاً لا تيأس أو تستسلم ولا تستكين أو تتهاون ولا تتخاذل أو تتواطأ مهما كانت الصعوبات وأيما كان الواقع السائد تخلفاً .
إن هذا الكلام ليس من قبيل التنظير ولا يعد اكتشاف جديد بل هو بمثابة معادلة فيزيائية ينطق بها التاريخ وتنبئنا دروسه وعبره المتدفقة كالسيل بحقيقتها التي لا تقبل الشك .
وليس أدل على ذلك من الوحدة اليمنية المباركة التي يحتفي شعبنا اليوم بمضي عشرون عاماً على إعادة تحقيقها وهي في الوقت نفسه عشرون عاماً من الحرية والديمقراطية والتنمية .
نعم ،لقد ظل التشطير تحدياً كبيراً ولعقود طويلة يبعثر الجهود ويلتهم الأرواح ويستنزف الطاقات ويسعى لتمزيق العواطف بعد تمزيق الأرض ولكن أبناء اليمن الوطنيين استطاعوا بقيادة رجلٍ التحمت روحة ببذرة الأرض اليمانية أن يعيدوا تحقيق الوحدة المباركة بعد أن كانت حلماً مستحيلاً في نظر اليائسين والقانطين .
ولو عدنا قليلاً إلى الذاكرة لتذكرنا كيف كنا نتصور المستقبل في منتصف ثمانينات القرن الماضي .. ما كان أحدً منا يتوقع أن تتحقق الوحدة بل أن بعضهم كان يردد أن الأمل برؤية جمل يخرج من ثقب إبرة أيسر من الأمل بإعادة تحقيق الوحدة ولكنها تحققت بالفعل وبالإرادات والعزائم الوطنية الصادقة .
جملة القول أنه مهما تعاظمت الصعوبات ينبغي أن لا نسمح لليأس أن يتسرب إلى أروحنا فيصيبها بالعطب وتستحوذ علينا نظرة سوداوية للواقع الراهن كما هو حاصل عند البعض أخيراً أقول ..
إن التحام الروح بالوحدة أقوى من الردة .. وجذورنا في رحم هذه الأرض ممتدة .. ستظل تخفق راية الوحدة .. ستظل تخفق راية الواحدة .
بقلم / نبيل عبدالملك
رئيس التحرير