نزعة المخالفة

نزعة المخالفة
لمجرد التميز
من طبيعة الناس أن لديهم حساسية في التحري لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمخالفة أو التهرب من أداء الواجبات، ولنقل بصورة أكثر صراحة التهرب من أداء الضرائب العامة .. ومخالفة القوانين .. ولذا فإنه من يقع في هذا السلوك يشعر بالذنب والضعف أمام فئات المجتمع وهذا في الظروف الطبيعية ويكون عكس ذلك بل يزداد ويسعى نحو مخالفة الأنظمة والتهرب لتحقيق مصالح ذاتية ولو أدى ذلك إلى الخروج عن المبادئ والقيم والمثل .
وفي هذا السياق عمدت التشريعات بمختلف توجيهاتها إلى وضع من يخرجون عن القانون بأنهم مرتكبو جرائم ولا بد من معاقبتهم من قبل الدولة مع الإزراء من قبل الناس حتى لا تستمر مثل هذه الأمراض والسلوكيات في صفوف المجتمع .
ورغم هذه التشريعات إلا أن هناك وحوشاً تفترس كل ما تواجهه أمامها بغية انتهاك كل شيء ليصبح جميع ما يروق لها مباحاً ولديها قدر غير عادي من التمرد على السلوكيات العامة وبالأخص تلك التي تلزمها بأن يكونوا مثل الآخرين ولعلنا جميعاً ندرك بأن الإنسان مجبول على السعي نحو الامتلاك والغني ربما غير المشروط أحياناً ، حيث يستثمرون شهرتهم ووجاهتهم في الاستمرار بمخالفة الأنظمة والتهرب من أداء الضرائب والواجبات العامة تحت فاعلية شخصياتهم المعروفة لدى فئات المجتمع .
وعندما تريد أن توجه نصحاً إلى هؤلاء أو نهياً عن هذا السلوك فإنك ترتكب أفضع الأخطاء في نظرهم وتصبح في محل انتقاص من أمثالهم لأنك أقدمت على إزعاج مزاج هؤلاء وقد يصل الأمر إلى التهديد والوعيد إذا لم تتراجع أو تطأطئ رأسك .
إن رفض الانصياع والانقياد إلى القوانين العامة إنما هو تأصيل لمن يتربون في بيئات جلبت على ممارسة المفاسد والتمرد المستعصي على الانقياد ومخالفة الآخرين والبقاء في صفوف التخلف والانكفاء على نوازع المخالفة لمجرد التميز .
ولدى هذه الشخصيات قوة طباع في طرح المبررات :
 المعرفة بكل شيء والحوار مع الآخرين لإقناعهم بصواب سلوكهم وتوظيف الأدلة والبراهين على المنافع لما يقومون به من خروج على القانون .
 اتهام الجهات والفئات التي تلاحقه بالكراهية والحسد والحقد عليه وعلى أمثالة . كل الأمل بأن تقل وتنحسر هذه الشخصيات لتختفي من مجتمعنا الطيب المشهود له بالحكمة والإيمان .
وكل التقدير في الأخير للمتميزين بالأخلاق العالية والملتزمين بالأنظمة والقوانين والصادقين مع أنفسهم أولاً ومع مجتمعهم ثانياً .
تحية لكم جميعاً ...